جهاز النطق

الباب الأول

المتقدمة

‌أ.          خلفية البحث

يعرف علم الأصوات بأنه: علم يبحث في مجال الأصوات اللغوية من حيث مخارجها و كيفية إخراجها و خواصها الأكوستيك كموجات صوتية، و كيف يتم سماعها وإدراكها. و علم الأصوات لا يهتم إلا بالتعبير اللغوي، دون المضمون الذي يقوم تحليله على القواعد و المعجم، ايالجانب النحوي و الدلالي للغة.

الصوت اللغوي له عدّة جوانب منها الجانب العضوي الفسيولوجي أو النطقي و الأكوستيكي أو الفزيائي.

في هذا المقالة يبحث عن " ماذا جهاز النطقي؟ و ماذا أعضائه؟".

‌ب.      قضايا البحث

1.    ما هو جهاز النطق ؟

2.    ما هو الأعضاء الجهاز النطق ؟

‌ج.      الهدف

يستطيع أن يفهم المعرفة الجهاز النطق و أعضائه في الإنسان

الباب الثاني

البحث

أ‌.        المعرفة الجهاز النطق

((جهازالنطق)) مصطلح يشير إلى الأجهزة البشرية التي بين الشفتين والرئتين والتي تساهم في عملية تكوين الأصوات الكلامية. وجهازالنطق يتكون من ((أعضاء النطق)) وهي أعضاء التي تشترك بشكل مباشر في عملية إصدار الأصوات الكلامية. وجهاز النطق وأعضؤه موجودة في الرأس و العنق و الصدر وقد حدد اللغوية أنها تنحصر على ما بين الشفتين في الرأس والرأتين في الصدر.

ويعد جهاز النطق وأعضاؤه من أهم مباحث الدراسات الصوتية حيث إنه مصدريخرج من خلاله الصوت اللغوي، أو نقطة يتكون عندها الصوت اللغوى. و النطق بصوت من الأصوات يتطلب وضعا معينا ومحددا في عضو من أعضاء النطق أو تحريك هذا العضو وتفعيله بطريقة معينة. والاختلاف في طريقة تحويك أعضاء النطق أو الاختلاف في أوضاعها يؤدي إلى الاختلاف في مخارج الأصوات وصفاتها، وعليه تتنوع الاأصوات اللغوية وتنقسم.

لقد أشار كمال بشر (۲٠٠٠م:١۳۲-١۳۳) إلى بعض النقاط التي يمكن الاستناد إليها في اكتشاف ما في جهاز النطق وأعضائه من طبيعة و حقيقة و هي:

1-     التسمية "أعضاء النطق" تسمية مجازية. إن أعضاء النطق ليست وظيفتها الوحيدة إصدار الأصوات الكلامية، إذا إن لها وظائف أخرى أهم من ذلك بكثير. فاللسان مثلا وظيفته ذوق الطعام و تحريكه. والأسنان من وظائفها قضم الطعام وطحنه. و الشام للأنف و التنفس له للرئتين، وهكذا. فإصدار الأصوات إن هو إلا وظيفة واحدة من الوظائف الكثيرة التي تقوم بها هذه الأعضاء. إن جهاز النطق خلق للإنسان ليستخدمه فيما يشاء و أنى يشاء، فتسميته بهذا الاسم ليست إلا ضربا من التوسع أو المجاز.

2-    ينتظم "جهاز النطق" أعضاء عدة، ولكنها متكاملة. إنها منظومة تفعلها ميكانيمية على درجة عاليةمن الدقة والانضباط. فوصف الصوت المعين وليكن الباء مثلا. بأنه شفوي لا يعني أن الشفاه وحدها هي المشكّلة لهذا الصوت بخواصّة وسماته المعهودة. فهناك عند إصداره يقف الهواء بانطباق الشفتين ثم يخرج منفردا بسرعة، و تتذبذب الأوتار  الصوتية طريقة مخصوصة، وبذا يتم تشكيل هذا الصوت المنبئ عنه وصفه بأنه "وقفي-انفجاريي-شفوي-مجهوري".

3-    ليست أعضاء النطق جميعها متحركة، أي قابلة للحركة، أي قابلة للحركة، فمعضمها ثابت لا يتحرك وقليل منها قابل للحركة، كاللسان والشفتين.[1]

4-    جهاز النطق بأعضائه وبنيته الأساسية واحد عند الإنسان السوي. لا يختلف من فرد إلى قوم إلا في تفعيله، وطرائق توظيفه، وفقا للعادة والبيئة اللغوية المعينة.

وعلى ما سبق بيانه يتكون جهاز النطق من أعضاء النطق التي تنقسم من حيث صفاتها إلى الأعضاء الثابتة والأعضاء المتحركة منها: الشفاه، واللسان بأجسائه، والطبق، واللهاة، والوتران الصوتيان في الحنجرة. أما الثابتة فمنهما: الأسنان، واللثة، والغار.

ب‌.      جهاز النطق وأعضائه

فيما يالي بيان موجز عن الجهاز النطق و أعضائه

1.                   الشفاه أو الشفتان

الشفاه من أعضاء النطق المهمة، وهي من الأعضاء المتحركة. إنها تتخذ أوضاعا مختلفة حال النطق، و يؤثر ذلك في نوع الأصوات وصفاتها. و يظهر هذا التأثير بوجه خاص في نطق الأصوات المسماة بالحركات.[2]

فمرة تنطبق انطباقا محكما فلا يمكن للهواء عند ذلك من التسرب ثم تنفرج بسرعة فيندفع الهواء خارجا عبره. محدثا صوتا انفجاريا كما هوالحال عند النطق بالباء ومرة تستدير كما هو الحال عند النطق بالضمة، و أخرى تنفرج انفراجا كبيرا كما هو الحال عند النطق بالفتحة و الكسرة.

يو ضح الجدول التالي حركات الشفاه و أعضائه والأصوات التي تصاحبها أو تتكون بها[3]:

أوضاع الشفاه	الأصوات التي تتكون بها
منطبقتان	/ب/،/م/
مستديران	/ص/،/ض/،/ط/،/ظ/،/و/، و الضمة
منفرجان	بقية الصوامت،والحركتان الفتحةوالكسرة

   

2.                   الأسنان

الأسنان من أعضاء النطق الثابتة. وهي الأسنان العليا التي هي عضو النطق الثابت و الأسنان السفلي التي هي عضو النطق المتحرك. ولكل منهما و ظيفة مهمة في عملية تكوين الأصوات. إلا أنها لا تكون الأصوات بمفردها، إنما تتعاون معها الأسنان و الأصوات التي تكونها بهذا التعاون:

الأسنان	الأعضاء التي تتعاون معاها	الأصوات التي تكونها
الأسنان العليا	الشفة و السفلى	/ف/
الأسنان العليا و السفلى	ذلق اللسان	/ث/،/ذ/،/ظ/
الأسنان	ذلق اللسان و اللثة	/ت/،/د/،/ط/،/ض/،/ل/،/ن/

3.                   الحنك

و يشار إليه أحيانا بالأسماء التالية: الحنك الأعلى أو سقف الحنك أو سقف الفم. هو الجزء المقابل للسان و الذي يتصل به في أوضاع محددة لإصدار أصوات معينة، وهو ينقسم إلى أربعة أقسام، هي[4]:

‌أ.     اللثة أو أصول الأسنان: يطلق عليه أيضا أصول الثنايا العليا

‌ب.             الغار أو وسط الحنك: هو الجزء الصلب من سقف الحنك

‌ج. الطبق أو أقصى الحنك: هو الجزء اللين الرخو من سقف الحنك

‌د.    اللهاة: هي الجزء الأخير من سقف الحنك.

و يكون متحركا، و عندما التقائها بجدار الخلق يتم سد التجويف الأنفي فيخرج جميع الهواء من الرئتين من الفم و تصدر الأصوات الفموية. وعندما تهبط إلى الأسفل تسمحل للهواء بالمرور بالتجويف الأنفي وذلك يحصل عند النطق بالأصوات الأنفية. هذه الأجزاء الأربعة للحنك هي أعضاء النطق الثابتة التي تشترك بشكل سلبى في تكوين الأصوات كما يتضح من الجدول:

جزء الحنك	الأعضاء التي تشترك معها	الأصوات الصادرة
اللثة	ذلق اللسان	/ز/،/س/،/ص/،/ر/
	ذلق اللسان و الأسنان	/ت/،/د/،/ط/،/ض/،/ل/،/ن/
الغار	طرف اللسان	/ج/، /ش/
	وسط اللسان	/ي/
الطبق	أٌقصى اللسان	/ك/،/غ/،/خ/،/و/
اللهاة	أقصى اللسان	/ق/

4.                   اللهاة

اللهاة في نهاية الحنك اللين، ولها دخل في نطق القاف العربية الفصيحة، كما ينطقها اليوم مجتدو القراءات في مصر.[5]

5.                   اللسان

يعد اللسان جهازا بالغ الأهمية في نطق الأصوات الإنسانية. وهو عضو مرن كثير الحركة داخل الفم، يتألف تركيبه من عدد كبير من العضلات التي تمكنه من التحرك و الانكماش و الامتداد و التلوي في كل اتجاه. وهو بمرونته يشكل نقطه الارتكاز لإخراج معظم الأصوات اللغوية عند التقائه بأي عضو من أعضاء جهازالنطق.

و اللسان له خمسة أجزاء هي[6]:

‌أ.        ذلق اللسان أو حد اللسان

‌ب.   طرف اللسان، هو الجزء الذي يقابل اللثة

‌ج.    مقدم اللسان أو وسط اللسان، هو الجزء الذي يقابل الحنك الصلب

‌د.       مؤخر اللسان أو أقصى اللسان، هو الجزء المقابل للحنك اللين

‌ه.       جذر اللسان أو أصل اللسان

جزء اللسان	الأعضاء التي تشترك معه	الأصوات الصادرة
ذلق اللسان	الأسنان العليا و السفلى	/ث/،/ذ/،/ظ/
	الأسنان العليا و اللثة	/ت/،/د/،/ط/،/ض/،/ل/،/ن/
	اللثة	/ز/،/س/،/ص/،/ر/
طرف اللسان	الغار	/ج/،/س/
مقدم اللسان	الغار	/ي/
أقصى اللسان	الطبق	/ك/،/غ/،/خ/،/و/
	اللهاة	/ق/
جذر اللسان	جدار الحلق	/ح/،/ع/

6.                   الحلق

الحلق هو الجزء الواقع بين الحنجرة و الفم، وقد يسمى بالفراغ الحلقى أو التجويف الحلقى، وهو الفراغ الواقع بين أقصى اللسان و الجدار الخلفى للحلق.

7.                   لسان المزمار

يقع فوق الحنجرة و شيء بشبه اللسان،و يسمى "لسان المزمار" أو "الغلصمى". ووظيفة حماية الحنجرة و طريق التفس كله فى أثناء عملية بلغ الطعام. ويبدو على كل حال أنه لا دخل للسان المزمار فى تكوين الأصوات بصورة مباشرة.[7]

8.                   الأوتار أو الحبال الصوتية

هما وتران أشبه بشفتين يمتدان بالحنجرة أفقيا من الخلف إلى الأمام، و يلتقيان عند ذلك البروز المعروف بتفاحة  آدم. ويسمى الفراغ بينهما بالمزمار. وقد ينفرج الوتران أو ينقبضان حتى يلمس أحدهما الآخر، فينغلق ممر الهواء نهائيا. وقد يقترب أحدهما من الآخر لدرجة تسمع بمرور الهواء، ولكن بشيء من العسر، ومن ثم يتذبذبان و يصدر أن نغمة موسيقية.

و معني ذلك أن الوترين الصوتيين لهما قدرة على الحركة و على اتخاذ أوضاع مختلفة تؤثر في الأصوات الكلامية و أهم هذه الأوضاع أربعة، هى:

‌أ.        الوضع الخاص بالتنفس

‌ب.   وضعهما في حالة تكوين نغمة موسيقية

‌ج.    وضعهما في حالة "الوشوشة"

‌د.       وضعهما في حالة تكوين همزة القطع

9.                   نهاية اللسان ذلق اللسان

وقد أشرنا إلى هذا الجزء سابقا عند الكلام على اللسان بأجزائها لمختلفة.

10.              الحنجرة

هي عبارة عن صندوق غضرو في يقع في أعلى القصبة الهوائية وتتألف من ثلاثة غضاريف[8]:

·        غضروف ناقص الاستدارة من الخلف و عريض بارز من الأمام. و يعرف الجزء البارز منه بتفاحة آدم ويكون عند الرجال أكثر بروزا منه عند النساء

·        غضروف كامل الاستدارة

·        النسيجان الخلفيان الهرميان، ويكون من قطعتين فوق الغضروف الثاني من الخلف ويمكنهما أن ينزلقا وأن يستديرا في أوضع مختلفة.

إلى جانب هذه الأجزاء الثلاثة يقع في الحنجرة الوتران الصوتيان وهما في الحقيقة شريطان من العضلات يتصل بهما نسيج، وهما يمتدان أفقيا من الخلف إلى الأمام حيث يلتقيان عند ذلك البروز الذيسمى بتفاحة آدم، ويكونان قابلين للحركة أفقيا من الخلف حيث يتصلان بغضاريف النسيج الخافى الهرمى.

و بين الوترين الصوتيي فراغ أو فتحة تسمى بالمزمار، وفتحة المرماز تنبسط وتنقبض بنسب مختلفة مع الأصوات، وعلى هذا تترتب نسبة شد الوترين واستعداد هما للاهتزاز، فكلما زاد توترها زادت نسبة اهتزازها في الثانية، وتبعا لذلك تختلف درجة الصوت أو طبقته.

11.              القصبة الهوائيه

وهى – كما هو واضح من التسمية- ممر الهواء.

و هناك أيضا "التجويف الأنفي"، وله أثر واضح في نطق الأصوات الأنفية وهي الميم و النون في اللغة العربية حيث يندفع الهواء من خلاله عندما ينخفض الحنك اللين، فيفتخ الطريق أمام الهواء الخارج من الرئيين ليمر من طريق الأنف. أما البلعوم فهي ممر الطعام.[9]

 تلك إشارة موجزة إلى أعضاء النطق كما يراها اللغويون. و على الدراس أن يلم بها وبوظائفها حتى يستطيع أن يسير في عمله على هدى و بصيرة. وسيتضح لنا شيء غير قليل من وظائف هذه الأعضاء فى أمكان متناثرة هنا و هناك عند الكلام على الأصوات العربية، كلها أو جلها فيما بعد.

12.              الرئتان

هما عبارة عن كيسين على شكل مخروطي يتم بداخلهما استبدال الأكسجين الموجود في هواء الشهيق بغاز ثاني أكسدالكربون الذي يطرحه الجسم، وتتحرك هاتان الرئتان بوساطة الضغط المتسلط عليهما من قبل الحجاب الحاجز و القفص الصدري، فتتم بذلك عملية الشهيق و الزفير.[10]

الباب الثالث

الإختتام

أ‌.        الخلاصة

1-    جهازالنطق مصطلح يشير إلى الأجهزة البشرية التي بين الفشتين والرئتين والتي تساهم في عملية تكوين الأصوات الكلامية. وجهازالنطق يتكون من أعضاء النطق وهي أعضاء التي تشترك بشكل مباشر في عملية إصدار الأصوات الكلامية. وجهاز النطق وأعضؤه موجودة في الرأس و العنق و الصدر وقد حدد اللغوية أنها تنحصر على ما بين الشفتين في الرأس والرأتين في الصدر.

2-    جهاز النطق وأعضائه: الشفاه أو الشفتان والأسنان و الحنك و اللهاة و اللسان و الحلق و لسان المزمار و الأوتار أو الحبال الصوتية و نهاية اللسان ذلق اللسان و الحنجرة و القصبة الهوائيه و الرئتان.

المراجع

إدريس، نصر، الدين. 2014. علم الأصوات. سيدورجو: مكتبة لسان عربي للنشر و التوزيع

عمر، أحمد، منحتار. 1991 . دراسة الصوت اللغوي. قاهرة: عالم الكتب

مفلحة. 2014. علم الأصوات. سورابايا: Muara Progresif 

---

١ هناك من عارض هذا الرأي و رأى أن فيه مبالغة في عدد الأعضاء الثابتة لأن الأعضاء المتحركة ليست قليلة لتنحصر على اللسان والشفتينفقط.فمن غيرهما الحنجرة ومن ضمنها الأوتار الصوتية، والحنك اللين الذي يشتمل اللهاة والطبق... (محمد، ١۹۹۸: ٢۹).

[2] مفلحة، علم الأصوات، (سورابايا: Muara Progresif ، 2014)، ص. 70

[3]  نصر الدين إدريس، علم الأصوات، (سيدورجو:مكتبة لسان عربي للنشرو التوزيع،2014)، ص. 48

[4]  مفلحة، علم الأصوات، (سورابايا: Muara Progresif ، 2014)، ص.71

[5]  مفلحة، علم الأصوات، (سورابايا: Muara Progresif ، 2014)، ص.72

[6]  نصر الدين إدريس، علم الأصوات، (سيدورجو:مكتبة لسان عربي للنشرو التوزيع،2014)، ص. 43

[7]  مفلحة، علم الأصوات، (سورابايا: Muara Progresif ، 2014)، ص. 73

[8]  نصر الدين إدريس، علم الأصوات، (سيدورجو:مكتبة لسان عربي للنشرو التوزيع،2014)، ص.39

[9]  مفلحة، علم الأصوات، (سورابايا: Muara Progresif ، 2014)، ص.77

[10]  نصر الدين إدريس، علم الأصوات، (سيدورجو:مكتبة لسان عربي للنشرو التوزيع،2014)، ص. 38